
بعدما شغل وباء كورونا العالم لمدة أكثر من أربع سنوات وكان له تأثير عميق وواسع على كافة نواحي الحياة وتسبّب بآلاف الوفيات وشكّل كارثة صحية لا مثيل لها في القرن الواحد والعشرين، باتت منظمة الصحة العالمية أشد حيطة وحذراً بالنسبة لانتشار أمراض أخرى يمكنها أن تشكّل خطراً صحياً، ومنها فيروس “إم بوكس” أو “جدري القردة” الآخذ في التزايد في إفريقيا بشكل كبير.
في هذا المضمار، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس يوم الأحد في 04 آب/ أغسطس 2024 أنه يفكر في استشارة لجنة خبراء بشأن ما إذا ينبغي إعلان تفشي فيروس “إم بوكس” أو “جدري القردة” حالة طوارئ دولية.
وحالة الطوارئ الصحية العامة التي تثير قلقاً دولياً هي أعلى إنذار يمكن أن تطلقه منظمة الصحة العالمية. ويمكن لغيبريسوس، بصفته المدير العام للمنظمة، أن يعلن حالة الطوارئ هذه بناء على مشورة لجنة من الخبراء في هذا المجال.
يعزو المدير العام لمنظمة الصحة العالمية هذا الإجراء الطارئ نسبة على ارتفاع حالات الإصابة في جمهورية الكونغو الديمقراطية بسلالة من فيروس “إم بوكس” رُصدَت أخيراً في بلدان إفريقية مجاورة منذ أيلول/ سبتمبر 2023.
وبحسب غيبريسوس، رغم أنه تجري مكافحة هذا المرض من قبل وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة والمراكز الإفريقية والحكومات المحلية، لكن هناك حاجة لزيادة التمويل والدعم من أجل استجابة شاملة لتفشي المرض.
وأضاف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في بيان لمجلة “ساينس” أنه “يمكن احتواء هذا الفيروس، ويجب احتواؤه، من خلال تدابير صحية عامة مكثفة بما في ذلك المراقبة والمشاركة المجتمعية والعلاج ونشر اللقاحات الموجهة للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى”.
يُعدّ إم بوكس ويُعرف أيضاً باسم “مونكي بوكس” أو “جدري القردة”، مرضا معدياً يسببه فيروس ينتقل إلى الإنسان عن طريق حيوانات مصابة ويمكن أن ينتقل أيضا من إنسان إلى آخر عن طريق اللمس أو التنفس من خلال اتصال جسدي وثيق.
تم اكتشاف هذا المرض لأول مرة عند القردة عام 1958، ومن هنا جاءت تسمية هذا الفيروس “جدري القردة”، وعند الإنسان في عام 1970 في جمهورية الكونغو الديمقراطية. ويتسبّب هذا الفيروس بحمّى وأوجاع عضلية وظهور بثورٍ وتقرّحات جلدّية تشبه الدمامل.